• ٣ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أتيكيت استخدام الموبايل

أتيكيت استخدام الموبايل

الموبايل وأتيكيت استعماله

الموبايل أو الجوال جزء لا يتجزأ من يوميات حياتنا، يتدخل في شؤوننا وعلاقاتنا بالمحيط  شئنا ذلك أم أبينا.. ما يتوجب علينا التزام  قواعد عامّة تنظّم استخدامه وتقودنا معاً نحو أفضل استخدام  يحترم خصوصياتنا وخصوصيات الآخرين ضمن ما نسميه أتيكيت استخدام الموبايل.

فلنبدأ رحلتنا...

أتيكيت استخدام الموبايل في فن التحيّة

ابدأ بالتحيّة والسلام والسؤال عن الأحوال إنّما بشكل مختصر، ولا تغوص بالكثير من التفاصيل التي تبعدك عن الموضوع الرئيسي أثناء المكالمة الهاتفية وهذا من أبسط  قواعد أتيكيت استخدام الموبايل.

عرّف عن نفسك في حال كانت هذه مكالمتك الأولى أو في حال أحسست أنّ مَن تحادثه لم يتعرَّف عليك...

حاول قدر الإمكان الالتزام بالألقاب ولاسيّما  في تعاملات العمل أو التعاملات الرسمية.. هذا يضفي طابعاً من الاحترام المتبادل في علاقاتك مع الآخرين ويوحي برقة الأتيكيت.

من الأتيكيت الاختصار عند  إجراء مكالمة هاتفية

اعتمد مبدأ المختصر المفيد، فلا تسهب في تفاصيل غير ضرورية وبنفس الوقت لا تختصر الضروريات.

تجنّب إجراء المكالمات الهاتفية في أوقات تعتبر غير مناسبة للآخرين مثل وقت القيلولة أو الغداء أو في أوقات متأخرة من الليل.

في حال عدم الرد من قبل الشخص الذي تحاول الاتصال به.. توقّف عن تكرار محاولاتك التي قد تحرجه أو تشتت انتباهه لاعتبارها مكالمة هاتفية جد ضرورية، بل اخلق له أعذاراً وانتظر ريثما يعاود الاتصال بك مجدداً... كلّ هذه الأُمور تعزِّز من فن الأتيكيت في استخدام الهاتف المحمول لديك.

أتيكيت تأجيل الرد على المكالمة الهاتفية

في حال كنت في صحبة أحد أو في لقاء عمل أو... فمن الأتيكيت استئذان الحاضرين لإجراء  مكالمتك على الجوال لا أن تكون بغتة تفاجئ أو تقاطع أحدهم لإجرائها..

واحترم القواعد التي تنظِّم أتيكيت استخدام الموبايل في الأماكن المخصصة.. كقاعات المحاضرات، غرف الانتظار، المستشفيات، الجنازات، السينما... وغيرها، ويفضّل عندها وضع الموبايل بوضع صامت أو إغلاقه عند الضرورة.

حافظ  على خصوصية عملك بتجنّب الرد على الهاتف المحمول في الأماكن المغلقة، بل الابتعاد قدر الإمكان عن الحضور.. وحتى لا تشتت تركيزهم في أعمالهم ومهامهم وتشغلهم بمكالمتك فهذا يتنافى مع الأتيكيت.

 الموبايل ليس الأتيكيت الأفضل للتواصل

أجّل النقاش في المواضيع الحساسة أو الشخصية لحين اللقاء وجهاً لوجه.. لأنّك ستعجز عن إيصال تعبيرات الوجه ولغة الجسد وإيماءات العيون من خلال الموبايل.. فلا تُعبِّر عن انفعالاتنا وأفكارنا بالطريقة المُثلى وبالتالي هو ليس الأتيكيت الأفضل.

فن الأتيكيت في المحافظة على الخصوصية

حاول أن تختار نغمة رنين هادئة منخفضة اللحن نسبياً لا تحدث الضجيج، وحاول أن تبتعد عن الموضوعات التي تخص الأديان أو السياسة، واعتمد البساطة.. فالبساطة من أهم متطلبات برتوكول فن الأتيكيت.

ومن الأدب أن لا تسترق النظر لشاشة صديقك عندما يرن هاتفه، ولا ترد نيابة عنه.. التزم بالأيتكيت ولا تنسى احترام خصوصيته.

وقد يحدث أحياناً أن تنتهي من رحلة مع بعض الأصدقاء أو الأقارب ويطلبون منك الاطّلاع على صُوَر الرحلة قبل أن ترسلها إليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ ولكنّك تتفاجأ بهم بمجرد ما يصبح الموبايل بحوزتهم حتى يقتحموا عليك خصوصياتك ويبحثوا في ملفاتك وصُوَرك، وحتى قد يصل بهم الأمر إلى أرقامك ورسائلك مهمشين خصوصيتك ومقتحمين عليك ذاتك ومبتعدين كلّ البُعد عن فن الأتيكيت. ممّا يسبّب لك الكثير من الاغتياظ لتجرئهم هذا.

وهنا علينا أن ندرك أهمّية أن نحترم حدودنا ونقدّر خصوصية الآخرين بأن نركِّز فقط على  الملف الذي نريده بعيداً عن الفضول الزائد الغير مرغوب به أبداً.

 ومن الأدب الذي يقتضيه فن الأتيكيت تجنّب الصراخ عند  الرد على الموبايل أو ما يُسمّى الجوال، حيث يكفي التحدّث بتواتر صوتك الطبيعي وبنبرته العادية، ولا تبرر ارتفاع صوتك بسوء التغطية.. فعلو النبرة لن يجدي نفعاً مع هذه الحالة. فهذا يتنافى مع الأتيكيت. بالإضافة إلى ذلك، لا تستخدم  الميكروفون أو السماعة الخارجية  للرد على الجوال.

أتيكيت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر الموبايل

للأسف كثيراً ما يحدث أن تزور صديقك أو أحد أقاربك فينشغل عنك بمحادثاته عبر: واتس اب، فيس بوك  أو فيس بوك شات... وغيرها من تطبيقات الموبايل متناسياً وجودك حتى!!

وبينما أنت تحادثه وتنظر إليه يكون منهمكاً بمحادثته على «واتس اب»... كما قد يتمتم بعض المفردات ليوهمك أنّه معك وقادر على سماعك، بينما قد يكون في محادثة على «فيس بوك» متجاهلاً حقيقة أنّ هذه التصرُّفات قد تكون مزعجة لدرجة شديدة وتوحي بالجهل التام بفن الأتيكيت.

ولربّما أصبحت هذه المشكلة أكثر المشاكل انتشاراً واستعصاءً في مجتمعاتنا المعاصرة، وهنا علينا أن نختار أحد الأمرين حسب أهمّية الموضوع المطروق.. إما أن تعتذر ممّن تجري محادثة معه عبر «واتس اب» أو «فيس بوك شات» لتعاود الاتصال به مجدداً في وقت لاحق، أو أن تعتذر ممّن تجالسهم قليلاً ريثما تنهي محادثتك على الجوال، واحرص أن تكون المحادثة قصيرة ومختصرة قدر الإمكان. وبذلك تكون قد اتقنت فن الأتيكيت.

خلاصة..

علينا أن نتذكّر أنّ أتيكيت استخدام الموبايل جزء أساسي من فن الأتيكيت في حياتنا اليومية، ويعكس بشكل عام شخصيتنا ولباقتنا وحُسن تصرُّفنا، ومهما وضعت قواعد ومهما كتبت صفحات يبقى لنا الدور الأكبر في تنظيم أُموره بما يحترم خصوصيتنا وخصوصية الآخرين  ضمن إطار المجتمع العام.

 

الكاتبة: ديانا الحسن

ارسال التعليق

Top